عِندَمَا نحلُمُ أَحلاماً نرغبُ أَن نصبوَ إليهَا، نبذلُ الكَثيرَ مِن ساعَاتِ
العُمر في ( التفكير )، و نسكُبُ كأساً مِن الدُموعِ في
قِدر الألمِ و الحَسرة،
بَل و نشاكسَ الأَيامَ بالعَدّ و القطيعة !
وَ بَعدَ نفاذ الصَبر في غربالِ يَومِهِ، و ما إن يَقتربَ الحُلُم البَعيدَ،
كَي نغرفَ مِنهُ فرَحاً للقلبِ، و نداويَ بهِ جرحاً لم يبرأَ
من ماضيه،
حَتى نترَاجع ( خطوتين للوَراء ) !!
*
*
عِندَما نسرَحُ في دَوّامة الحَياة، و نعتادَ حرّها و بردَها،
و تمتزجُ ملامحَ الطبيعةِ بضوءِ نهارها،
أو حَتى بظلمةِ ليلها !
تصبحُ الوجوه مُتشابهه، و الأشياءَ بلا قيمة
و ما إن يشاءُ القدَر أن يُصيبَ المكانَ بشلليّةٍ – قد تكون مؤقتة –
حَتى ترمي العينُ بنُبْلِهَا في كلّ زاويةٍ كان لها فيها
ذكرى،
فتصبحُ ( كلّ ) الأشياء لها قيمةٌ حقيقيّةٌ
و كأننا فعلياً تراجعنا ( خطوتينِ للوراء ) !!
*
*
عِندما نخلو مَع أنفسنا أَحياناً نصبحُ ( عباقرة )
و أحياناً كثيرة .. مجانين،
و في كِلا الحالتين، يكونُ نتاجُ تلكَ اللحظة
ثروةٌ لو ادّخرها الإنسانُ لنفسهِ
لَعالجَ بِها ( نفسه )
و ما إن يَطرقُ القلمُ أوتارَ غايتِهِ، و يجلجلُ في
صميمِ محنتِهِ، إلاّ أنَ الكثيرين مِنا ( لا يعتقُ ) ذلكَ القلم
فيأسرهُ ..
و ما إن نصحو من تلكَ ( الغيبوبة ) حتى نتراجع
( خطوتين للوراء ) !!