المعتمد ابن عباد
هو ملك من ملوك الأندلس كان حاكم اشبيليا وما جاورها ثم أتاه من المغرب يوسف
بن تشرين فكونا جيشاً عظيماً وقامت معركة مع الصليبين وتغلبوا عليهم ثم بدء يوسف
بن تشرين بطرد حكام الدول الصغيرة التابعة لاشبيليا حتى لم تبقى إلا اشبيليا وبعض
الدول الصغيرة وبدء المعتمد يحس بالخطر فأرسل للصليبين يطلب منهم التحالف وإخراج
بن تشرين ووعدهم انه سوف يدفع لهم الجزية .
حينما علم ابن تشرين بالخبر غضب ثم هجم على اشبيليا واستولى عليها وقبض على
المعتمد هو وزوجته وابنتيه وأرسلهم إلى سجن بالمغرب يدعى " أغمات " .
المعتمد هو صاحب المقولة المشهورة التي مازال يضرب بها المثل " ولا يوم الطين "
وهي القصة المشهورة بأنه رأى جارية عند النهر فأعجب بها أشد إعجاب فتزوجها
فعاشت بعد ذلك عيشة الملوك وبعد مضي السنين رأت جواري صغار يلعبن بالطين
فحنت إلى ماضيها وما كانت عليه وطلبت من زوجها أن تمشي وتلعب في الطين ومن
شدة حبه لها وخوفه عليها أمر أن يوأتى بما الورد والمسك والعنبر وبعض الأشياء
الأخرى فتخلط مع بعضها حتى أصبحت شبيهة بالطين فجعلها تمشي وتلعب عليه ،
وبعد ان تم سجنه هو وزوجته وبناته بدء بناته يغزلن الصوف ويبعنه ليحصلوا على شيء
بسيط من المال وفي يوم من الأيام خرجن بناته لبيع ماغزلنه فراءاهم رجل فاشترى
جميع ما ليهم بضعف المبلغ وكانت تلك أيام عيد فأخذهم معه إلى المنزل وجعل بناته
يعطونهم الحلوى ثم عادوا إلى المنزل واخبروا والديهم ففرحت الأم أي فرح ولاكن
المعتمد غضب غضباً شديدا لأن من اشترى منهم وأعطاهم الحلوى هو الحاجب لدى
المعتمد أيما ملكه وأمر بناته بإعادة النقود له فرفضت زوجته
فقال : أنا لا أخاذ من من كان عندي بواب يرد الناس عني أنا ابن ملوك الأندلس وملوك اشبيليا
فقالت : أنت مازلت عائشاً في حلمك القديم انظر إلى وضعك الآن هو أفض منك حال ثم قالت له أيضاً : لم أرى منك معروفاً قط . . .
قال : ولا يوم الطين . . .
وبعد فترة من سجنه توفي رحمه الله وهذه واحدة من قصائده المشهورة وهو في سجنه :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورافساءك العيـد أغمـأت مأسـورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـةًيغزلن للناس مايملكـن قمطيـرا
برزن نحوك للتسلسـم خاشعـةًأبصارهن حسيـرات مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقدام حافيـةكأنهـا لـم تطأمسكـاً وكافـورا
لاخدّ إلا تشكى الجـدب ظاهـرهوليس إلا مع الأنفاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت مساءتهفكان فطـرك للأكبـاد تفطيـرا
قد كان دهرك إن تأمـره ممتثـلاًفردك الدهـر منهيّـاً ومأمـورا
من بات بعدك في ملك يسر بـهفإنما بـات بالأحـلام مغـرورا