حلق الرأس والتهاب الكبد الفيروسي في الحج

الحج نعمة سماوية، فيها ثواب عظيم ليعود به الحاج كمن ولدته أمه. وكل شعيرة من شعائر الحج تحتاج إلى أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة، ومنها الحلق أو التقصير بعد الفراغ من شعيرة السعي وقبل التحلل من الإحرام. لأن كثيرا من الذين يقومون بحلاقة رؤوس الحجاج قد يستخدمون أدوات حلاقة ملوثة، وقد تكون بدائية. وكم رأينا الدماء تسيل من رؤوس الحجاج، وهو أمر خطير صحيا، لسهولة انتقال الفيروسات بهذه الطريقة.

ما هي الفيروسات التي يمكن أن تنتشر في حالة الحلق الملوث؟
لا يعرف بالضبط ما هي الفيروسات التي يمكن أن تنتشر مع سكين الحلاقة، ولكن التحذيرات الحالية الجارية تشمل فيروس الكبد الوبائي بhepatitis B virus ، وفيروس الكبد الوبائي ج hepatitis C virus ، وفيروس الإيدزAIDS ، وكل الفيروسات والجراثيم المعروفة وغير المعروفة حتى الآن.

إن الذين يقومون بحلق رؤوس الحجاج بشفرات الحلاقة قد لا يعرفون خطورة ما يقومون به، إذ لم تعرف خطورة حلاقة الشعر بالشفرة كوسيلة لانتقال الفيروسات القاتلة إلا حديثا. ولا يمكن للإنسان العادي أن يدرك تلك الخطورة، لعدم وجود دلائل حسية فورية واضحة أمام عينيه أو عيني الحاج، فقد تمر سنوات قبل أن تظهر أعراض العدوى بالفيروس.

لذا يجب أخذ الاحتياطات اللازمة والتي منها:
·عدم استعمال شفرة الحلاقة في أي مرحلة من مراحل الحلق أو التقصير بتاتا، واستخدام الآلة الكهربائية بدلا من ذلك.

·منع جميع الحلاقين من غير المرخص لهم من ممارسة الحلاقة، وتعريفهم بالأسباب.

·بكل الوسائل، يجب توعية الحلاق المرخص له بخطورة مهنته، وكيف يمكن لها أن تنشر الدمار الصحي بين الحجاج – لا سمح الله.

·يجب على الحلاق غسل يديه بالماء والصابون الطبي قبل الشروع في الحلاقة، لأن اليدين الملوثتين هما وسيلتا نقل لجميع أنواع الجراثيم.

·يجب تطهير أدوات الحلاقة التي سيستعملها بالمطهرات المعروفة، ثم تعقيمها بجهاز أشعة صغير قبل استعمالها إن أمكن.

·يجب استعمال شفرة حلاقة جديدة - في حالة استعمال شفرة الحلاقة - لكل حاج، ويفضل عدم تغطيسها بالمحلول المطهر، فقد لا يكون السائل فعالا، أو أنه قد فقد فعاليته القاتلة مع الاستعمال، وبهذا يصبح وسيلة لنقل الفيروسات والجراثيم الأخرى.

ليس الحلق بالشفرة هو المشكلة الصحية الوحيدة، بل هناك العديد من الأمراض المُعدية التي يمكن أن تنتشر بوسائل أخرى في موسم الحج، إلا أن السلطات السعودية قد وضعت شروطا صحية صارمة للوقاية منها. وبالرغم من أن السلطات الصحية في الحج قد أدخلت كل الاحتمالات في خططها الصحية للحفاظ على صحة الحاج وسلامته، إلا أن توعية الحاج نفسه مباشرة هي الأفضل.

ندعو الله أن يجعل موسم حج هذا العام موسما نظيفا من الأمراض السارية وغير السارية،