إنَّي لألمح وحشةً في عينكِ * * * ما بالكِ؟ لا تخشِ من هجراني!
فأنا حقيرٌ لستُ أرقى للهــوى * * * إنَّ الهـوى حمـدٌ بلا نكرانِ
لأحقُّ معشـوقٍ يُراق لبعـدهِ * * * ماءُ العيونِ هو البعيدُ الداني
خلفَ الغمـائم شطرُه متسـتِّرٌ * * * يرعى الأنامَ بمنتـهى التحنانِ ِ
أهواهُ لا أهوى سواهُ، ومنيتي * * * رؤياهُ مضموماً إلى الأركـانِ
الله ما أحلى شمائل شخصهِ * * * قد أفصحت عن قدرة الرحمانِ
كالوجهُ شُرِّبَ حمرةٌ لكأنَّها * * * شفقَ الغروبِ يحجُّ نحو عَنانِ
وبريقُ عينيــهِ الزكيُّ كساهما * * * حسناً يشفِّرُ ريشة الفنَّانِ
وعلى يميـن بهائهِ خالٌ زهى * * * يُطفي بزهوتهِ سعير جَناني
وتلفُّ هامته عمامة جدَّهِ * * * طـه تفوحُ بريحةِ العرفانِ
وبكفَّه سيفُ الوصيِّ مجرَّدٌٌ * * * رانٍ لحصد جماجم الطغيانِ
ويصيحُ يا زبر الحديدِ تأهبُّوا * * * سنُحرِّر الأقصى من السجَّانِ
والأرضُ نملأها ورودَ عدالة * * * حتى وإن كره الظلومُ الجاني
فهنالكَ الزمنُ الأليم سينتهي * * * ويحين حتماًً أطيبُ الأزمانِ
فيهِ المحبَّةُ تستعيدها حياتها * * * فتضخُّ كلَّ الصدقِ في الوجدانِ